يُعد كتاب “أحكام القرآن” لأبي جعفر الطحاوي هو الكتاب الثاني من نوعه الذي وصل إلى أيدينا، أما الكتاب الأول فهو كتاب “أحكام القرآن” للشافعي الذي جمعه الإمام الحافظ أبو بكر البيهقي من نصوص الإمام الشافعي ر حمه الله. وقد أبرز “الطحاوي” في هذا الكتاب وأثبت قدرته العلمية الكبيرة في الفقه والحديث، حيث استخرج الأحكام الفقهية واستنبطها من مصاردها الأصلية، وأورد خلالها أقوال الأئمة الفقهاء من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، وعزا كل قول فيه إلى صاحبه بسنده المتصل، ثم رجح قول أحد منهم أو استقل به بعد مناقشة أدلة كل منهم. وأما طريقته التي سار عليها في كتابه هذا فإنه يأتي بالآية التي يريد كشف معانيها واستخراج ما فيها من أحكام ويقول: “تأويل قول الله عزل وجل:”، ثم يورد وجوه القراءات الورادة في الآية إن وُجدت، ثم يذكر سبب نزول الآية -إن كان موجودًا-، ثم ينظر كتاب الله عز وجل: هل توجد فيه آية تبين معنى هذه الآية؟ ثم ينظر سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل يوجد فيها حديث رُوي عنه صلى الله عليه وسلم ويشرح ويكشف معنى هذه الآية ويبين ما فيها من الحكم؟ ثم ينظر إلى أقوال الصحابة وأفعالهم: هل رُوي عنهم شيء يوضح معنى هذه الآية ويبين ما فيه من الحكم؟ ثم يورد آراء التابعين وأقوال الأئمة المجتهدين في هذه الآية، ويناقش أدلتهم مع إيراد أدلة كل منهم بطرقها المتعددة وبروايتها المختلفة من الأحاديث والآثار.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: