وضع “القايني” كتابه “إشراقات الأصول في علم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم” على طريقة المتون التعليمية المختصرة، فرتّب فيه مباحث علم الحديث على نسق منطقي دقيق، مستهلًا بتعريف علم الحديث وفضله، ثم عرّج على أقسام الخبر باعتبار طرقه، فشرح المتواتر والآحاد، وتفريعات العزيز والغريب، ثم بيّن أقسام الحديث من حيث القبول والرد، ففصّل القول في الصحيح لذاته ولغيره، والحسن، والضعيف، مع تحرير شروطها وتوثيقها من كلام الأئمة. وتناول مباحث الإسناد من حيث الاتصال والانقطاع، فشرح المرسل والمعضل والمنقطع والمعلق والمدلس، وأفرد فصولًا لمباحث العلل الخفية، والشذوذ، والنكارة، والمخالفة، مع بيان ضوابط الجرح والتعديل ومراتبه، وأقسام الرواة، وحال المبتدع والمستور. ثم ختم بطرق التحمل وصيغ الأداء، وآداب الرواية، وأحكام الكتابة والضبط، فكان الكتاب مختصرًا في لفظه، محكمًا في ترتيبه، دقيقًا في تحريره، يعكس عناية “القايني” بالتأصيل والتحقيق، مما يجعله من المصنفات التأسيسية المنهجية لطلاب علم الحديث.