لأبي المعالي الجويني المتوفى 478هـ مكانةٌ وقدرٌ عند المغاربة، رغم انتقاداتهم -والتي فيها شدّةٌ أحيانًا- عليه. وإنّ كتابه “البرهان في أصول الفقه” من أجلّ كتب أصول الفقه وأعلاها قدرًا عند العلماء، ومن جملة شارحيه (وهم مالكيّةٌ): شمس الدّين الأبياري المتوفى 616هـ، وأبو يحيى الشّريف الحسني، والإمام أبو عبد الله محمد بن علي المازريّ في كتابه هذا: “إيضاح المحصول من برهان الأصول”.
وعن “المازريّ” يقول “تاج الدين السّبكيّ” المتوفى 771هـ: “إنّ هذا الرّجل كان من أذكى المغاربة قريحةً وأحدّهم ذهنًا، بحيث اجترأ على شرح البرهان لإمام الحرمين، وهو لغز الأمّة الذي لا يحوم نحو حماه ولا يدنو حول مغزاه إلّا غوّاصٌ على المعاني ثاقب الذّهن مبرّزٌ في العلم”.