يُعد كتاب “الأشربة” للإمام أحمد بن حنبل من المصنفات الفقهية التي تعالج مسألة تحريم المسكرات في الإسلام بأسلوب يعتمد على النصوص والأثر. يتناول الإمام في هذا الكتاب جملة من الأحاديث والآثار التي تؤكد حرمة كل شراب مسكر، سواء كان كثيره أو قليله، ويشدد على أن كل ما أسكر فهو خمر، وكل خمر حرام، مستندًا إلى أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة. يبرز الإمام أحمد حرص الشريعة على سد الذرائع المؤدية إلى السكر، فينهى عن النبيذ إذا خُمر أو وُضع في ظروف قد تُفضي إلى التخمر، كالجر الأخضر أو المزفت والدباء والحنتم. ويستعرض الكتاب طيفًا واسعًا من الآثار التي وردت عن الصحابة والتابعين حول طريقة اجتناب المسكرات والتحذير منها. يمتاز هذا الكتاب بأنه يجمع بين الجانب الفقهي والحديثي، ويعكس منهج الإمام أحمد في التمسك بالنصوص، والحذر الشديد من كل ما يمكن أن يؤدي إلى الوقوع في المحرمات، وهو مرجع مهم في باب الأشربة وأحكامها ضمن المذهب الحنبلي، كما يُعد شاهدًا على دقة فقه الإمام وحذره في مسائل تتعلق بحفظ العقل والدين.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: