عالج القاضي عياض في كتابه “الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع” أصول الرواية ضبطًا وسماعًا، واضعًا منهجًا دقيقًا لنقل الحديث وأدائه. افتتح الكتاب بمقدمة تُظهر شرف العلم وفضل الرواية، ثم تناول أحكام الإملاء والإسماع والقراءة والإجازة، مفصلًا في شروط التحمل والأداء، وبيان من يُؤخذ عنه الحديث ومن لا يُقبل. وعَرَضَ طرائق التلقي المتنوعة، كالوجادة والمناولة والمكاتبة، وما يترتب عليها من أثر في قبول الرواية أو ردّها. ثم انتقل إلى آداب الطالب والمحدّث، وبيّن الواجبات الشرعية والأخلاقية على الراوي والمروي له، كالصيانة من الكذب والتحري في النقل واحترام الشيوخ. واعتنى بالحديث عن السماع الجماعي، وتنظيم المجالس، وضبط الرواية في حلق العلم، مبينًا أثر هذه الضوابط في توثيق الحديث النبوي. كما ناقش مسائل دقيقة في ضبط الرواية، كمسألة السماع من وراء حائل أو مع عدم الفهم، وأثر ذلك في صحة الرواية. وقد اختتم الكتاب بتأكيد أهمية توثيق السماع والتقييد، مما يجعله مرجعًا أصيلًا في آداب نقل الحديث وأصول التلقي.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: