يعالج هذا الكتاب إشكالية التدوين المبكر للسنة النبوية، من خلال دراسة مقارنة بين أطروحات الدكتور صبحي الصالح ومناهج المستشرقين الغربيين في تناول هذه القضية، حيث يناقش “ماجد أحمد نيازي الدرويش” بعمق الرؤى المتباينة حول بدء تدوين الحديث، وتاريخ جمعه، ومدى الاعتماد على الرواية الشفوية قبل التدوين الرسمي. ويستعرض بالتفصيل موقف الدكتور صبحي الصالح القائم على وجود تدوين مبكر للحديث منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، مدعومًا بالنقول والشواهد التاريخية والروائية، في مقابل الطعن الاستشراقي الذي ينكر أو يشكك في وجود أي تدوين حقيقي قبل القرن الثاني الهجري. يتناول الكتاب كذلك أبرز المستشرقين الذين ناقشوا هذه القضية، كجولدزيهر وشاخت وروث ماكنسون وغيرهم، ويعرض آراءهم ومناهجهم بالنقد والتحليل، ويقابلها بدفاعات الدكتور صبحي الصالح ومناقشاته العلمية التي تبيّن ضعف مستندات المستشرقين، ومغالطاتهم المنهجية. كما يركّز المؤلف على أثر هذه القضية في بناء الثقة بمصادر السنة، ويبيّن كيف أن حسمها لصالح التدوين المبكر يعيد الاعتبار لمنهج علماء الحديث في النقل والتحقيق، ويُسقط كثيرًا من الشبهات التي يُروّج لها في الدراسات الغربية. يُعد هذا الكتاب مساهمة علمية جادة في الدفاع عن مصادر السنة، من خلال دراسة مقارنة دقيقة تجمع بين التأصيل العلمي والنقد المنهجي.