لا يقتصر كتاب “التسامح في الإسلام (المبدأ والتطبيق)” على بيان سمات العقيدة وعمقها وصدقها من حيث (المبدأ والتطبيق) بل يمتد ليفتح الطريق بين الإسلام والديانات الأخرى، ويرد على افتراءات المستشرقين الذين أرادوا تشويه صورة الإسلام. يقول “شوقي أبو خليل”: “العالم المتمدن مهيأ للإسلام دينًا ينقذه من ماديته وفراغه الروحي، فتشويه صورته من قبل الاستشراق -والكنيسة- هدف لصرفهم عن الدين الحق، فتراهم يضعون أمام الإسلام مرآة مقعرة أو محدَّبة، مملكة الجمال قُبالة هذا الوضع تظهر مشوهة يزُهَدُ بها…”. في هذا الكتاب وقفات، تقدم صورة واقعية عن الإسلام ممثلة بنبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم ومعاهداته مع اليهود والنصارى، ومن ثم أصحابه رضي الله عنهم، ومن خلال روايات عصر الصدر الأول من الإسلام، كما يدحض “أبو خليل” ما جاء في كتاب فكتور هوغو: “أساطير القرآن”، ثم يعقد مقارنة بين ما حث عليه الإسلام جنده أثناء الفتوحات الإسلامية وبين الممارسات الصليبية في البلاد التي وقعت تحت حكمهم وذلك بالإستناد إلى شهادات لمؤرخين غربيين وعرب معروفين: “..ولما صار زمام القوة والحكم بيد النصارى الإسبان، استؤصل المسلمون وأبيدوا وحُرقوا وهجروا، ومع هذا كله يُتهم الإسلام بالقسوة والتعصب، وانتشاره بالسيف، ويوصف المسيحيون بالتسامح والمحبة والكلمة الطيبة، فأي ظلم يصيب الإسلام حين يكتب تاريخه في أوربَّة؟!”. وأخيرًا يحث المؤلف على الحوار ويقول أنه من حق الجميع، من دون مصادرة لرأي الآخر.