جمع “أبو الوليد الباجي” في كتابه “التعديل والتجريح لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح” أسماء الرواة الذين أخرج لهم البخاري في صحيحه، وبيّن أحوالهم من حيث التعديل أو التجريح، ناقلًا أقوال الأئمة النقاد فيهم كالنسائي وأحمد وابن معين وغيرهم، دون الالتزام بتصويب معيّن، بل اكتفى غالبًا بعرض الأقوال كما هي. رتب الكتاب على حروف المعجم، وذكر تحت كل راوٍ موضع روايته في الجامع الصحيح إن وُجد، وأورد أحيانًا صيغ الأداء. اقتصر “الباجي” في كثير من المواضع على تلخيص أقوال العلماء دون تعقيب، ولم يتوسّع في بيان منهج البخاري في إخراج الحديث عن كل راوٍ، وإنما أشار باختصار إلى اختلاف المراتب بين من أُخرج له في الأصول ومن لم يُخرج له إلا في الشواهد أو التعاليق. ويُظهر الترتيب والألفاظ المختارة أن المقصود الأساسي من الكتاب هو ضبط الأسماء وتوثيق ما قيل فيهم من أقوال الجرح والتعديل دون توسع في التحليل أو التعليل.