يتناول كتاب “السنة المطهرة والتحديات” لنور الدين عتر دراسة علمية رصينة لأهم التحديات التي واجهت السنة النبوية عبر التاريخ، بدءًا من التحدي الأول المتمثل في الفراغ العلمي والديني لدى الأمم الأخرى آنذاك، والذي لم يكن فيه أي تأصيل منهجي يضمن صحة الرواية، بخلاف ما قامت به الأمة الإسلامية من جهود جبارة لضبط السنة وحفظها. يناقش المؤلف الأسئلة التي أثيرت قديمًا وحديثًا حول مدى تحقق الحفظ الفعلي للسنة النبوية، ويؤكد على أن علماء الأمة، وخصوصًا أهل الحديث، تمكنوا من إقامة أعظم صرح علمي في تاريخ نقل التراث، وذلك عبر تطبيق منهج دقيق شمل السند والمتن. يفصل الكتاب أصول الرواية كما قررها القرآن الكريم، مثل: تحريم الكذب، ورفض خبر الفاسق، واشتراط العدالة، والتثبت في القضايا، وتحريم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويعرض كيف طبّق الصحابة هذه الأصول بدقة، من خلال تقليل الرواية، والتثبت في النقل، وممارسة النقد العلمي. كما يدرس الكتاب التحديات التي طرأت في القرن الثالث الهجري نتيجة الاحتكاك بالثقافات الأجنبية، مثل الاعتراضات على الشكل والمضمون أو ادعاء التعارض في الأحاديث، ويبيّن كيف ردّ المحدثون عليها بمنهج نقدي متكامل، جمع بين دقة النقل وسلامة المعنى. ويختم المؤلف بخلاصة مركّزة تتضمن نتائج البحث ومقترحات مهمة، مؤكدًا أن الأمة قد نجحت، بعون الله، في حفظ السنة المطهرة وصيانتها من التحريف، وأن المنهج الذي سار عليه علماء الحديث ما يزال إلى اليوم نموذجًا فريدًا في التحقيق العلمي.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: