خصص “الخطيب البغدادي” كتاب “الفصل للوصل المدرج في النقل” لرصد ظاهرة الإدراج في الرواية الحديثية، متتبعًا صورها وأنواعها وأسبابها ومواقعها، ومعالجًا أصولها من خلال الاستقراء الواسع لأحاديث وقع فيها إدراج المتون في الأسانيد أو العكس. افتتح “الخطيب” عمله بتحديد معنى الإدراج وأقسامه، ثم شرع في تصنيف الأمثلة بحسب طبيعة الإدراج، فابتدأ بذكر الأحاديث التي دُمج فيها لفظ الراوي مع متن الحديث، ثم الأحاديث التي رُويت بألفاظ متغايرة ولكنها أُدرجت عند الراوي، ثم أحاديث رُويت عن أصحاب بطرق متعددة فوُصلت ببعضها إدراجًا، مستخرجًا من ذلك قواعد نقدية في كشف الخلل. امتاز الكتاب بتبويبه المتدرج، إذ خصص أبوابًا مفصلة لكل نوع من أنواع الإدراج، كالمتون المتغايرة الموصولة، والروايات المتداخلة بين الصحابة، والطرق المختلفة الموصولة إدراجًا، مع تتبع كل رواية في مظانها، وربطها بكلام الأئمة فيها، مبرزًا الفروق الدقيقة بين الرواية المدرجة والسليمة.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: