يسعى هذا الكتاب إلى جمع وتصنيف البلاغات والإدراجات المنسوبة إلى الإمام ابن شهاب الزهري كما وردت في الكتب الستة، مع تخريجها ودراستها دراسة تحليلية تهدف إلى كشف منهج الزهري في الرواية والتحديث. اجتهد “عبد الحميد شيخون” في تتبّع النصوص التي اشتملت على بلاغاته أو إدراجاته، ثم قام بتوثيقها من مصادرها الأصلية، مبرزًا طابع كل بلاغ من حيث الاتصال أو الانقطاع، ومدى ثبوته، وتأثيره في الحكم على الحديث. كما ناقش حدود الإدراج والتصرف الروائي عند الزهري، مستندًا إلى أقوال النقاد والأئمة المحدثين، مع بيان ما انفرد به من طريقة خاصة في النقل. يتميّز الكتاب بمنهج علمي دقيق في عرض مادته، حيث قسّمها إلى قسمين رئيسيين: البلاغات والإدراجات، ثم فصّل القول في كل قسم من حيث العدد، والموضوعات، ودرجات القَبول، مع التنبيه على المواضع التي خالف فيها الزهري غيره من الرواة، أو حصل فيها لبس بين الإدراج والنص النبوي. وقدّم المؤلف دراسات نقدية حول أثر هذه البلاغات والإدراجات في علم الحديث، ومدى اعتماد الأئمة على روايات الزهري رغم ما شُهر عنه من كثرة البلاغات. يكشف هذا الكتاب عن جانب مهم من منهجية الرواية عند أحد كبار التابعين، ويسهم في تصحيح فهم كثير من النصوص الحديثية المتداولة.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: