يتناول هذا الكتاب مرحلة مهمة من تاريخ السنة النبوية، وهي فترة القرنين الثاني والثالث للهجرة، حيث شهدت حركة التدوين نضوجًا وانتشارًا في أرجاء العالم الإسلامي. يسعى “محمد بن الصادق بنكيران” إلى استعراض الجهود الكبرى التي بذلها العلماء في هذه المرحلة لحفظ السنة وتوثيقها، مع بيان الظروف التي أحاطت بعملية التدوين، سواء العلمية منها أو السياسية والاجتماعية، وتأثيرها على آليات التصنيف والرواية والضبط. كما يعرض الكتاب ملامح التميز في هذه المرحلة، مثل ظهور الكتب المصنفة والمسانيد والسنن، ويكشف عن مناهج المحدثين في التدوين، وطرائق الترتيب، ودقة العزو، والتمييز بين الصحيح والضعيف. يمثل هذا العمل مساهمة علمية في فهم تطور علم الحديث، والتأكيد على أن التدوين لم يكن مجرد جمع بل كان قائمًا على منهجية محكمة وضوابط دقيقة منذ بداياته الأولى.