يركّز هذا الكتاب على استعراض جهود أئمة الحديث في كشف علل الأحاديث النبوية وبيانها، وهي العلل الخفية التي لا يدركها إلا النقاد المتخصصون من أهل العلم بالحديث وطرقه ورجاله. بدأ “علي بن عبد الله الصياح” بتمهيد علمي يعرّف فيه العلة الحديثية وخصائصها، ويعرض نشأة هذا العلم وتطوره، وأهميته في تمييز الصحيح من غيره، ثم يتناول طرائق النقاد في كشف العلل، كالقرائن الخفية، ومقارنة الروايات، وفهم الأساليب النقدية الدقيقة التي لا تُفهم بمجرد النظر إلى ظاهر السند. يتميّز الكتاب بعرضه المنهجي لجهود كبار المحدثين كالشافعي، وابن المديني، والبخاري، ومسلم، والدارقطني، وغيرهم، مبينًا أساليبهم العملية في التعليل، ومواقفهم من الرواة، وأنواع العلل التي نبهوا عليها. كما قدّم المؤلف أمثلة تطبيقية متعددة تبين دقة هذا الفن، مع توثيقٍ موسع لأقوال النقاد ومقارباتهم المختلفة، مما يجعل هذا العمل مرجعًا رصينًا في فهم علم العلل ومكانته بين علوم السنة، ومفتاحًا لفهم طريقة الأئمة في الترجيح والنقد الحديثي العميق.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: