صرّح “ابن الحاج القناوي القفطي” في مقدمة كتابه “حز الغلاصم في إفحام المخاصم عند جريان النظر في أحكام القدر” أن الباعث على تصنيفه ما وجده من اضطراب كثير من المتكلمين في باب القدر، وتخليطهم بين ما يجب لله تعالى وبين ما لا يجوز، مع تهاونهم في تحرير الأدلة، فدفعه ذلك إلى تأليف هذا الكتاب ليجمع فيه بين البيان العقلي والدليل النقلي، ويرد على الفِرق المخالفة في هذه المسألة، مبينًا أوجه الخطأ والزلل عندهم، وقاصدًا بذلك نصرة الحق وتثبيت العقيدة. سار “القناوي” في عرضه على طريق التقسيم المنطقي والتدرج في إقامة الحجة، فبدأ بتمهيد في بيان حقيقة القدر، ثم ناقش مواقف المخالفين، كالجبرية والقدرية، وبيّن تناقضاتهم. وركّز على إثبات أن أفعال العباد داخلة تحت مشيئة الله تعالى دون أن يرفع ذلك عنهم التكليف، مؤكدًا أن العلم السابق والإرادة الإلهية لا تنافيان العدل ولا توجبان الجبر، بل إن العقول السليمة تشهد بذلك إذا ما رُتّبت الأدلة وردّ المتشابه إلى المحكم.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: