ينفرد هذا الكتاب بجمع ما تميز به مسند الإمام أحمد من خصائص علمية وفنية، حيث استقصى “أبو موسى المديني” ما اختص به هذا المسند من حيث الترتيب، والمضمون، والمنهج، والإسناد، والمقارنة بغيره من دواوين الحديث. استهل “أبو موسى المديني” بذكر سبب تأليفه للكتاب، وحرصه على بيان مزايا المسند للعناية به، فشرع يعدد خصائصه ويؤصلها من كتب الأئمة، كاشفًا عن دقة الإمام أحمد في انتقاء الأحاديث، وحرصه على العلو، وتقديمه للمرفوع على الموقوف، وانتقاءه للرواة الثقات. ثم فصّل القول في بنية المسند ومحتواه، فبيّن أن ترتيبه على أسماء الصحابة لا على الأبواب، مع إيراد الأحاديث في مروياتهم، وذكر ما يتصل بالإمام أحمد من رواية أو تصحيح أو إعلال، معتمدًا على أقوال العلماء المعتبرين في توثيق هذه الخصائص. كما تناول مسائل تتعلق بطريقة جمعه وتدوينه، وذكر بعض الروايات التي انفرد بها، مع مقارنات منهجية دقيقة بينه وبين الصحيحين وغيرها من المصنفات.