افتتح “ابن القيسراني محمد بن طاهر المقدسي” كتابه هذا بمقدمة في فضل أصحاب الحديث، فأثبت مكانتهم الرفيعة في الأمة، وبيّن ما خصّهم الله تعالى به من شرف السند، والاتصال برسول الله صلى الله عليه وسلم، مستشهدًا بنقولات عن الأئمة وأقوال السلف في الثناء على أهل الحديث، ومبرزًا ميزتهم في الذب عن السنة ومعرفة صحيحها من سقيمها، وفضل ملازمتهم مجالس العلم والرواية. ثم انتقل إلى معالجة مسألة “العلو والنزول” في الإسناد، ففصّل القول في معناها الاصطلاحي، وبيّن المقصود بالعلو المطلق والنسبي، ومتى يفضَّل العلو على النزول، مستعرضًا أقوال المحدثين في المفاضلة بينهما. وأشار إلى أن العلو ليس على إطلاقه مفضّلًا، بل قد يُرجّح النزول إن اقترن بالضبط والإتقان، ضاربًا أمثلة من الروايات المسندة وطرق الأحاديث، ومشيرًا إلى فقه المحدثين في تقديم الرواية الأوثق وإن نزل سندها.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: