يعالج هذا الكتاب منهج الإمام أحمد بن حنبل في نقد الأحاديث وإعلالها، مبرزًا الأسس العلمية التي اعتمدها في معرفة العلل، وتمييز الصحيح من السقيم. وقد بدأ “بشير علي عمر” بعرض تصور عام عن مكانة الإمام أحمد في علم الحديث، ثم بيّن قواعده العملية في الإعلال، مثل النظر في الإسناد والمتن، والموازنة بين الروايات، وإدراك القرائن الخفية التي لا تظهر للوهلة الأولى. كما أبرز الكتاب اعتماد الإمام أحمد على قرائن التدليس، والانقطاع، والمخالفة، والتفرد، والاضطراب، مما يعكس فقهًا نقديًا متينًا يعول فيه على ملكة طويلة وخبرة واسعة بالرواة والنصوص. ويستعرض المؤلف عددًا كبيرًا من النقول عن الإمام أحمد من خلال مسائله وأجوبته، موضحًا كيف كان يمارس الإعلال من خلال ألفاظ محددة مثل: “لا يُروى”، و”منكر”، و”ليس بشيء”، و”حديثه مضطرب”. كما ربط المؤلف منهج الإمام أحمد بمنهج بقية أئمة النقد، كابن المديني والبخاري، مبينًا جوانب الاتفاق والاختلاف. يُعد هذا الكتاب دراسة علمية نافعة تكشف عن جانب دقيق من جوانب التوثيق الحديثي، وتسلط الضوء على فقه الإمام أحمد في العلل الحديثية بوصفه أحد أركان مدرسة النقد المبكرة.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: