وضَّح الإمام “ابن رجب الحنبلي” في هذا الكتاب الحديث الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: “يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ، احفَظِ اللَّهَ يحفَظكَ، احفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تجاهَكَ، إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّهَ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ، واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ، ولو اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ”، وجلَّاه في أحسن صورة وأجمل حُلة، وليس هذا الحديث بأول حديث يهتم به ويشرحه بل كان رحمه الله يعمد إلى الأحاديث التي لها أهميتها في ترسيخ العقيدة وتزكية النفوس، فيفردها بالتأليف ويشرحها ويبيّن مراميها، مع الاهتمام بالناحية الوعظية وذكر نماذج من أقوايل السلف وما كانوا يتحلُّون به من خلق عظيم تجاه الله عز وجل وتجاه خَلْقِه، كل هذا بلطف عبارة وجمال أسلوب، وترابط الأقوال بعضها ببعض في إتقان معنى وحسن بيان.