يناقش هذا الكتاب قضية محورية في علم شرح الحديث، تتمثل في أثر البعد التاريخي للنص النبوي في توجيه معانيه وفهمه فهمًا سليمًا. بُنيت الدراسة على تحليل تطبيقي ومنهجي يُظهر كيف أن معرفة زمان ورود الحديث، وسياق الواقعة، وظروفها المحيطة تُسهم بصورة مباشرة في توجيه المعنى، وترفع كثيرًا من الإشكالات التي تطرأ على ظاهر المتون. بدأ “يوسف بن جودة الداودي” بمباحث تمهيدية حول مفهوم “تاريخ النص”، وبيّن علاقته بالسياق العام للنصوص الشرعية، مع ذكر عدد من الأمثلة الدالة على ارتباط المعنى بالحدث أو الزمان أو الحال. ينتقل الكتاب بعد ذلك إلى بيان أثر هذا البعد التاريخي في الجمع بين الروايات المتعارضة، والترجيح بينها، وإيضاح المشكل، وتحديد القصة الواحدة من المتعددة، واستنتاج الأحكام الشرعية. كما ناقش المؤلف نصوصًا حديثية متعددة تُظهر أثر التاريخ في استنباط الدلالة، واعتمد في تحليله على أقوال الشُرّاح، من أمثال ابن حجر والعيني وغيرهم، مستخرجًا قواعد دقيقة تسهم في رفع اللبس عند التعامل مع نصوص السنة. ويختتم العمل بجملة من النتائج العلمية والتوصيات التي تدعو إلى توسيع النظر الزمني في الدراسات الحديثية، وتوظيفه أداة لفهم أعمق وأدق للنص النبوي.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: