يعالج هذا الكتاب مسألة علمية دقيقة، وهي أثر علل الحديث في اختلاف الفقهاء في الأحكام، حيث كشف “ماهر ياسين الفحل” من خلاله كيف أن إدراك العلل الخفية في الأحاديث كان من العوامل الرئيسة التي أفضت إلى تباين الفتاوى الفقهية بين الأئمة، رغم اتفاقهم على النص ذاته. وقد فصّل في بيان مفهوم العلة، وأقسامها، ووسائل اكتشافها، ثم تتبع الأحاديث التي وقع فيها اختلاف فقهي بسبب علّة خفية، مظهرًا أثرها في الترجيح أو الإعراض، ومدى فقه المحدثين في تمييز المقبول من المردود. كما تناول المؤلف تطبيقات عملية من فقه الأئمة الأربعة وغيرهم، مبيّنًا الأمثلة التي وقع فيها الخلاف بسبب ضعف الحديث أو اضطرابه أو انقطاعه، وكيف أن الفقيه الذي يخفى عليه وجه العلة ربما يبني على ظاهر الحديث، في حين يرده الآخرون لعلمهم بنقد الإسناد أو علّة المتن. اتسم الكتاب بجمعه بين أصول الحديث وأصول الفقه، مما جعله نموذجًا رصينًا للدراسات الحديثية المقارنة التي تُبرز عمق تأثير النقد الحديثي في الاجتهاد الفقهي.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: