يتناول هذا الكتاب الحديث المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة”، حيث خصَّه المؤلف محمد عمرو بن عبد اللطيف بدراسة مفصلة من حيث الإسناد والمتن، متتبعًا طرقه وألفاظه المختلفة، وموازنًا بينها بميزان النقد الحديثي. وقد انتهى إلى أن هذا الحديث لا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لضعف أسانيده أو توقف بعض الأئمة في الحكم عليها، كما بيّن اضطراب بعض متونه ومخالفتها للأصول الثابتة في الشريعة. كما تطرق المؤلف إلى آثار موقوفة عن الصحابة والتابعين تحمل المعنى ذاته أو تقاربه، مع تفصيل القول في درجتها، وأثرها في تقوية الحديث أو عدمه. والغاية من الدراسة إيضاح خطورة التساهل في نقل ما لم يثبت، وتنبيه الباحثين إلى أهمية تتبع طرق الرواية واستقراء أقوال النقاد قبل قبول الحديث والعمل به أو نشره.