لخّص “يحيى بن شرف النووي” في كتابه”إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق صلى الله عليه وسلم”: “مقدمة ابن الصلاح” بأسلوبه الخاص مع التهذيب والتبويب والإيجاز، فجاء مرتبًا على خمسة وستين نوعًا من علوم الحديث، افتتحه بتعريف الصحيح والحسن والضعيف، ثم فصل القول في أقسام الإسناد، ومراتب الرواية، وأحوال الرواة، وأسباب الطعن في الحديث. يعتمد منهج “النووي” على تقرير المسائل وتقريبها للطلاب، معتمِدًا على الألفاظ الواضحة، دون تعقيد في الاصطلاحات، وأحيانًا يختصر عبارة ابن الصلاح أو يعدلها مع المحافظة على مضمونها العلمي. تميّز الكتاب بخاتمته الدقيقة التي أفرد فيها أبوابًا نفيسة تتعلق بعلم الرجال، فتكلم على أصناف الرواة وتراجمهم من حيث الأسماء والكنى والألقاب، والمؤتلف والمختلف، والمتفق والمفترق، والمبهمات، والوفيات، والثقات والضعفاء، ومن خلط في آخر عمره، مع بيان طبقاتهم وأوطانهم، وخصّص فصولًا لمن له رواة متعددون أو له نسب غريب، فجاء مسك الختام دالًّا على سعة اطلاعه، وعنايته بنقد الرواية من جهة الإسناد والرجال معًا.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: