سعى “ابن بطة العكبري” في هذا الكتاب إلى تمييز سبيل أهل السنة والجماعة، بإبراز أصول اعتقادهم وتوثيق أقوالهم من نصوص الكتاب والسنة، مبيِّنًا أنها الشريعة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم، وسار عليها الصحابة والتابعون. عبّر “ابن بطة” عن خوفه على الأمة من الانحراف، فكتب هذا المصنف نصحًا للعامة، وتعليمًا للشباب، وردًّا على المبتدعة، ليكون سلاحًا في وجه أصحاب الأهواء، ومصباحًا يضيء طريق الحق في زمن كثرت فيه الفتن. بنى “ابن بطة” كتابه على الرواية بالأسانيد المتصلة، ملتزمًا بما جاء عن السلف الصالح، دون استرسال في الجدل، أو غلوّ في التأويل، بل كان همه التأصيل والتقعيد، فبدأ بباب الإيمان، ثم عرض لمسائل التوحيد، وصفات الله تعالى، والقدر، والإرجاء، والرد على الجهمية والرافضة والخوارج، حتى اكتمل بناءه في الدفاع عن العقيدة. وجاءت عبارته قوية، ومتينة، ومشحونة بالغيرة على السنة، مشفوعة بالحكمة في البيان والصدق في النصح.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: