يجمع كتاب الإكليل في استنباط التنزيل” جملة من الفوائد والاستنباطات المستخرجة من آيات القرآن الكريم، حيث يعمد “جلال الدين السيوطي” إلى تتبع السور آية آية، ليستخرج منها ما تضمنته من أحكام، وأصول، وفوائد لغوية وتربوية وسلوكية، مستدلًا على قدرة النص القرآني على احتواء المعاني الكثيرة ضمن الألفاظ القليلة. يُبرز “السيوطي” في عمله أثر التدبر في الوصول إلى دقائق الهداية والإرشاد من خلال المعاني المستكنّة في السياق القرآني. ينظم “السيوطي” المادة على ترتيب المصحف، ويضع بعد كل آية ما يمكن استنباطه منها، سواء من جهة الحكم أو الإشارة أو القاعدة، دون الإطالة في الشرح أو الدخول في الخلاف الفقهي، مما يجعل الكتاب أشبه بديوان لللمحات التفسيرية المختصرة. ويعتمد في طريقته على كثافة الإشارات وتنوع الزوايا التي يُنظر منها إلى النص، مما يكشف عن عمق نظر واستحضار لجوانب متعددة من علوم القرآن.