لم يصرح “عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام” بمنهجه في كتابه هذا، وهذا ما اعتاده السواد الأعظم من العلماء المؤلفين، ولكننا بالتتبع والنظر نستطيع أن نلمس منهجه بسهولة: 1- أنه لما كان مضمون هذا الكتاب بيان أدلة الأحكام، شرع المؤلف في تقسيم الحكم وبيان أنواعه، وكيف يُستدل عليه، وأنواع الأدلة التي يمكن ورودها عليه، وكل هذا يعتبر مقدمة أو مدخلًا للموضوع الرئيس. 2- حرص المؤلف رحمه الله كل الحرص على توضيح الأدلة وبيان أنواعها وذلك بالتمثيل وإيراد الشواهد من القرآن والسنة واللغة. 3- كما حاول “العز” رحمه الله أن يجمع ويحيط بمعظم الأدلة المختلفة، وذلك من أجل تثبيت الفهم، وترسيخ التمرس على استخراج الأحكام من أدلتها المختلفة، وهو دليل على عظمة هذا العالم الذي عرف مقاصد الشريعة، وأدرك أهدافها ومراميها، وذلك عن طريق إحاطته بمعاني القرآن الكريم ومضامين السنة الشريفة وتوجيهاتها المختلفة. 4- كما يغلب على الكتاب أسلوب الإرسال والإيجاز في بحث القضايا المطروحة، مع السهولة في التعبير، لتكون يسيرة التناول، قريبة المأخذ، شديدة الوضوح. 5- لم يعتمد المصنِّف رحمه الله على آراء العلماء الذين سبقوه في كتابه أثناء عرضه للقضايا المطروحة وإيراد حلولها، وفي ذلك إشارة إلى اعتداده بملكته العلمية المستقلة، وبلوغه رتبة الاجتهاد، وتحرره من قيود المذهبية.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: