يجمع “جلال الدين السيوطي” في هذا الكتاب طائفة واسعة من الأحاديث والآثار التي وقع فيها تصحيف أو تحريف على ألسنة بعض الرواة أو النساخ، ويُعنى “السيوطي” بردّ هذه النصوص إلى صيغتها الصحيحة من خلال المقارنة بالروايات الأخرى وسياقات الألفاظ، مع بيان وجه الخطأ وإيضاح الصواب. وقد رتّب المادة الحديثية في مسانيد على أسماء الصحابة رجالًا ونساءً. يتسم الكتاب بالدقة في تتبع موارد التصحيف، سواء في أسماء الأشخاص أو في ألفاظ الحديث، بل وامتد إلى فصول خاصة بالألفاظ اللغوية التي يقع فيها الخطأ بسبب التشابه في الرسم أو النطق، فنبّه على مواضع الوهم، وفسّر الغريب، وذكر شواهد التصحيح. فكان هذا العمل مثالًا بارزًا في النقد النصي للحديث الشريف، يجمع بين الصناعة الحديثية والدقة اللغوية، ويُبرز جهود العلماء في صيانة النصوص من التحريف.