يُعد كتاب “التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير” مختصرًا علميًّا متينًا في مصطلح الحديث، صنّفه الإمام النووي ليكون مُقدّمة نافعة لطلبة العلم، تجمع شتات المصطلحات الحديثية، وتقرّب مسائلها بأسلوب موجز بليغ. ابتدأ “النووي” بمقدمة تبين فضل علم الحديث، وضرورة ضبط مصطلحاته، ثم رتب أنواعه ترتيبًا محكمًا بدأ فيه ببيان الصحيح وشروطه، والمرسل، والموقوف، والمنقطع، ثم التفصيل في المقبول والمردود، وأنواع الإسناد من العالي والنازل، والمسلسل، والمزيد في متصل الأسانيد، وغيرها. وقد انتقل الإمام “النووي” في مواضع من كتابه إلى مباحث تتعلق بالرواة من حيث العدالة والضبط، وشرح مراتب الجرح والتعديل، وبيّن حكم الرواية عن المبتدع أو الفاسق، مستشهدًا بالأمثلة ومسائل الخلاف بين الأئمة. وختم كتابه بأنواع تتعلق بطريقة تحمل الحديث وأدائه، كالمناولة والإجازة والمكاتبة والوجادة، متتبعًا آراء الأئمة ومواضع الخلاف بدقة واختصار. فالكتاب يعدّ زبدةً علمية دقيقة في علوم الحديث، لم يقصد فيه التطويل ولا الاستيعاب، بل أجاد في تلخيص المهمات وجمع شتات أبواب الفن في تأليف تعليمي رصين.