يعتبر كتاب “التمهيد في أصول الفقه” الكتاب الثاني عند الحنابلة بعد كتاب العُدة لأبي يعلى، فهو بهذا من أوائل الكتب -التي وصلت إلينا- تأليفًا عند الحنابلة. ويُعتبر “أبو الخطاب محفوظ بن أحمد الكلواذاني” فيه من المنظمين لقواعد أصول الفقه في المذهب، ولذلك اهتم به المصنفون في المذهب واعتمدوا عليه ونقلوا منه، ولا نجد كتابًا من كتب الحنابلة المتأخرين لم يتضمن آراء أبي الخطاب في عدد من مسائل الأصول أو أغلبها. ومن جانب آخر فللكتاب أهميته من خلال الموضوعات الأصولية التي عرض لها، إذ أنه كتب في جميع الموضوعات الأصولية وذلك على كثرة ما كُتب ونوقش، فهو من كتب الأصول التي اجتهد صاحبها فيها وأخرج رأيًا قواه بالدليل. والكتاب حفظ لنا آراء علماء الحنابلة السابقين على المؤلف، وحفظ لنا جملة من الروايات عن الإمام أحمد. ويكفي الكتاب أهمية أنه أوجَد رأيًا آخر بجانب رأي الشيخ أبي يعلى في بعض مسائل الأصول التي خالف فيها المؤلف شيخه القاضي أبي يعلى.