يُعَدُّ هذا الكتاب شرحًا علميًّا دقيقًا لمنظومة “الهداية في علم الرواية” لابن الجزري، وقد تولى شرحها شمس الدين السخاوي، ففصّل ألفاظها، وحرّر مسائلها، ووسّع مباحثها، معتمدًا في ذلك على أقوال الأئمة، والنقول المعتمدة، والمقارنات الحديثية الدقيقة. وقد ابتدأ “السخاوي” بشرح مقدمة الناظم، مبيّنًا حدّ علم الرواية وغايته، ثم شرع في عرض الأنواع الحديثية، مبتدئًا بالصحيح والحسن والضعيف، ومرورًا بالمسند، والمتصل، والمعضل، والمرسل، والمنقطع، والمعنعن، والمدلس، والمضطرب، والمقلوب، وغيرها من الأنواع. وتوسّع في مباحث الأسانيد وطرق التحمل والأداء، وشروط الرواية، وأحكام التحديث، وصفات الرواة، والجرح والتعديل، والعلل، مع تأصيل قواعد النقد، وذكر الفروق الدقيقة بين المصطلحات، والتطبيق على نصوص الأحاديث. واتسم شرحه بالجمع بين التحقيق والتوثيق، مع عناية فائقة بتخريج الأقوال، وتحليل العبارات، ومناقشة الترجيحات، فجاء الكتاب معتمدًا في بابه، يُظهر تمكن “السخاوي” من دقائق هذا العلم، ويبرز تفاعله الواعي مع نصوص النظم ومقاصده.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: