“القصيدة الغرامية في ألقاب الحديث” هي منظومة علمية نظمها أحمد بن فرح الإشبيلي بأسلوب شعري رقيق يحمل نفَسًا أدبيًّا، لكنه مضمَّن بمصطلحات علوم الحديث الدقيقة. صاغ “ابن فرح” في هذه الأبيات جملة من الألقاب والمصطلحات الحديثية مثل: المتواتر، والآحاد، والمقطوع، والمرسل، والموقوف، والمضطرب، والمقلوب، وغيرها، مع إشارة موجزة لمعانيها أو ما يميز كلًّا منها، في لغة تتسم بالإيجاز والرمزية، وتُظهر تمكُّن الناظم من علوم الرواية. جاءت القصيدة على نسق الغزل العذري كنايةً عن التعلّق بعلم الحديث، فجعل الاشتياق والتقلب والتذلل من العاشق صفات لطالب الحديث أمام مصطلحاته ومباحثه، مما منحها طابعًا فنيًّا ومعرفيًّا في آن. ويُلاحَظ أن القصيدة كانت تلقى مشافهةً في حلقات العلم، مما يدل على حضورها التربوي والمنهجي، وقد أُلحقت بها روايات بالسند عن شيوخ وقراء في الأندلس والمشرق، مما يؤكد مكانتها في التلقي والتعليم.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: