يتناول هذا الكتاب بالدراسة والتحليل مواقف المبشرين والمستشرقين من الإسلام، ويبين الأهداف التي سعى إليها كل فريق. يبدأ “محمد البهي” بعرض أهداف التبشير، موضحًا أن غايته لم تكن إنسانية بقدر ما كانت هادفة لزعزعة العقيدة الإسلامية في نفوس المسلمين، وذلك باستخدام وسائل ضغط متعددة اجتماعية واقتصادية وتعليمية. ثم يعرض المؤلف تصورات المبشرين المغلوطة عن الإسلام، والتي بُنيت على الجهل أو التحريف، مشيرًا إلى محاولاتهم لربط الإسلام بالخرافة والانحلال، وترويجهم لفكرة أن الإسلام يقف عائقًا أمام تقدم المسلمين. ينتقل الكتاب في فصله الثاني إلى دراسة الاستشراق، حيث يعرض لنشأته وأسبابه ويُظهر كيف ارتبط بدوافع استعمارية وفكرية. يوضح المؤلف أن المستشرقين لم يكونوا جميعًا على وتيرة واحدة، فبعضهم كتب بحياد وإنصاف، في حين تعمد آخرون تشويه صورة الإسلام. يبرز الكتاب جهود المستشرقين في المجالات العلمية، مع التركيز على الأخطار الكامنة في كتابات بعضهم ممن كان لهم تأثير بالغ على الفكر الغربي بل وحتى بعض المثقفين المسلمين. ويُدرج المؤلف جداول توضح أسماء المستشرقين المؤثرين وكتبهم التي حملت تشويهات كبيرة عن الإسلام.