يقدّم أبو الوليد الباجي في هذا الكتاب وصيته المباشرة لولديه، في صيغة أدبية موجزة تجمع بين التوجيه الديني والتربية السلوكية، مرتكزة على تجربته في العلم والعبادة ومخالطة الناس. يبدأ بوصايا تتعلق بعقيدة التوحيد، ثم ينتقل إلى ما يجب على الابن من تعظيم الله، ولزوم الطاعة، وطلب العلم، ومجاهدة النفس، وترك الهوى، مع التنبيه على خطورة التساهل في المعاصي والانجرار وراء الشهوات. يعرض “الباجي” هذه النصائح من خلال أسلوب وعظي خالٍ من التعقيد، يركّز فيه على المراقبة، وتحقيق الصدق، والتواضع، والورع، ويحذر من صحبة أهل البدع والفساد، ويحث على حفظ الوقت ولزوم الكتب النافعة. يُظهر في الكتاب روحًا أبوية صادقة، تتجاوز التنظير إلى التربية الذاتية المترسخة في تجربته الطويلة، دون استطراد فقهي أو تنظير فلسفي، بل بكلام مختصر ينفذ إلى مواضع القلوب والسلوك.