يعالج هذا الكتاب موضوع روايات صحيح الإمام البخاري ونسخه من خلال دراسة علمية تجمع بين الجانب النظري والتطبيقي، حيث استهل “جمعة فتحي عبد الحليم” بحثه ببيان أهمية روايات الصحيح وأثرها في حفظ النص، وتوثيقه، وفهمه على وجهه الصحيح، مع بيان طرق الرواية ووسائل الأداء عند المحدثين، كالمناولة والإجازة والمقابلة والسماع. ثم انتقل إلى دراسة منهج البخاري في التأليف، وكيف أثر ذلك في اختلاف النسخ، مبينًا أن الروايات لم تكن متطابقة في كل الألفاظ أو التراجم، بل وقع بينها قدر من التفاوت ناتج عن النقل والتلقي عن طريق التلاميذ، ومنهج البخاري نفسه في التحرير والتقعيد. أما المجلد الثاني من الكتاب، فقد ضم جانبًا تطبيقيًا موسعًا، جمع فيه المؤلف نصوصًا متعددة من أحاديث الجامع الصحيح كما رُويت في النسخ المختلفة، وقارن بينها روايةً وتبويبًا وألفاظًا، مع العناية بتوثيق كل رواية من مظانها الأصلية، وتحليل الفروق بينها من جهة السند والمتن والتبويب. وقد وقف المؤلف على مواضع دقيقة يبرز فيها أثر الرواية في فهم الحديث، واستخلص قواعد مهمة في التعامل مع اختلاف النسخ والروايات، مما يجعل الكتاب مرجعًا تأصيليًّا وتطبيقيًّا في آنٍ واحد، يخدم الباحثين في علم الحديث الشريف والمشتغلين بتحقيق نصوصه.