يتناول هذا الكتاب شرحًا دقيقًا لمتن “نخبة الفكر” لابن حجر العسقلاني، ويمتاز بكونه ليس شرحًا مباشرًا للمتن فقط، بل هو شرح لشرح ابن حجر نفسه، مما يمنحه عمقًا علميًّا وتحليليًّا مميزًا. سلك فيه الملا علي القاري منهجًا دقيقًا يجمع بين البيان الاصطلاحي والتفصيل التطبيقي، معتمدًا على الاستقراء وتتبع أقوال الأئمة من المحدثين في دقائق العلم. ركّز “القاري” على شرح المصطلحات الحديثية الكبرى، مثل المتواتر والآحاد، المقبول والمردود، الصحيح والضعيف، موضحًا ضوابط كل نوع مع الاستدلال عليه من كلام العلماء وأمثلة الأحاديث. كما تميز ببيان مسائل الجرح والتعديل والتعليل والتفريق بين العلل القادحة وغير القادحة، إلى جانب التعرض لمباحث الرواية والدراية بتوسع. تضمن الشرح نقاشًا للمذاهب المختلفة مع ترجيحات علمية رصينة، فجاء الكتاب مصدرًا تعليميًّا وتحليليًّا رفيعًا لطالب علم الحديث.