ينقسم هذا الكتاب إلى قسمين، أولهما “شرف أصحاب الحديث”، وهو عرض متسلسل يبرز مكانة أهل الحديث وعلو مرتبتهم بين سائر الطوائف، مستشهدًا بآيات وأحاديث وآثار السلف الصالح، ليقرر أن الاشتغال بالحديث أشرف العلوم، وأن نقل السنة حفظٌ للدين. يفصل “الخطيب البغدادي” في فضل الاشتغال بالإسناد، وعلو السند، ورواية الأحاديث، ويورد عشرات النصوص التي تؤكد رفعة هذه الطائفة في الدنيا والآخرة، مستظهرًا بروايات عن الصحابة والتابعين وأئمة المذاهب، حتى يصل إلى ذروة المقصود في تقرير شرفهم واستحقاقهم للاتباع. أما القسم الثاني “نصيحة أهل الحديث”، فهو توجيه مباشر إلى المنتسبين لهذا العلم، يحثهم فيه على الإخلاص، والزهد، والتواضع، ويحذرهم من التعالي، والمراء، والجدل، وطلب الشهرة. يركز “الخطيب البغدادي” على أن من رام نفع الحديث دون امتثال أو أدب، فقد خان الأمانة، ومن أراد به الدنيا فاته المقصود. ذَيَّل “الخطيب” هذا القسم بجملة من الوصايا المنهجية والسلوكية لأهل الحديث، ليجمع بذلك بين بيان الفضيلة والتنبيه على شروط استحقاقها.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: