حرص السلف الصالح أشد الحرص على الأوقات خصوصًا فيها الأعمال التي حباها الله تعالى بمزيد فضل ونوال على غيرها من القربات، من صلاة وصيام وذكر وقيام ونحوها من المبرَّات، وقد خصَّ الله سبحانه وتعالى كل وقت منها بوظيفة من الوظائف التي تؤدَّى في الشهور والأيام والساعات، فالسعيد مَن اغتنمها، والشقي مَن فرَّط بها وحُرمها. وقد صنَّف الإمام الحافظ “ابن رجب الحنبلي” كتابًا بديعًا لا مثيل له في المحافظة على تلك الأوقات، واغتنام فعل الوظائف الموظَّفة لكل واحدة منها، سماه: “لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف”، انتهج فيه نهج “ابن القيم” رحمه الله في كثير من كلامه وجمله، وتأثر بوعظ الإمام “ابن الجوزي” رحمه الله. ثم جاء الإمام “ابن المبرد يوسف بن حسن بن عبد الهادي” فنهلَ من معين هذه المدرسة العظيمة، واقتبس من جواهر كلامهم عُيونًا من الحِكَم والآداب والمواعظ، وأودعه كتابه هذا الذي سمَّاه: “معارف الإنعام وفضل الشهور والأيام”، فجاءت جمل كتابه رقيقة عذبة، سهلة واضحة، موقظة للمقصرين والغافلين، مَشْحَذَة للعابدين والصالحين، داعية إلى السباق واللحاق بركب الأنبياء والصّدّيقين.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: