يُعدّ كتاب “معرفة علوم الحديث وكمية أجناسه” من أوائل التصانيف الجامعة في أنواع علوم الحديث، حيث عمد فيه الحاكم النيسابوري إلى ترتيب خمسين نوعًا من علوم الحديث، افتتحها ببيان معنى الحديث وأقسامه، ثمّ استعرض الطرق المختلفة لتحمّله كالسماع والقراءة والإجازة، وبيّن شروط كل طريقة وتطبيقاتها في الرواية. وقد أفرد أنواعًا متعددة للروايات المردودة كالمعلّق، والمرسل، والمضطرب، والمقلوب، وتناول بدقّة مسائل العلل الظاهرة والخفية، كما فصّل القول في أحوال الرواة وطبقاتهم، مع مناقشة أحكام التعديل والجرح. تميّز الكتاب بجمعه بين الترتيب المنهجي والإحاطة الموسعة، حيث أورد فيه “الحاكم” فوائد تطبيقية ونقولًا نادرة من أهل العلم، مع سبرٍ دقيق للأسانيد والطرق، مما جعله مرجعًا أصيلًا لمن أراد فهم دقائق علم الحديث من جهة الرواية والإسناد والتلقي. واختتمه الحاكم بتبيين أهمية العلم بهذا الفن لمن تصدّى للرواية أو النقد، مشيرًا إلى خطورة الجهل بأنواعه ومنازله.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: