ينقسم هذا البحث إلى قسمين رئيسيين: الأول يتتبع المصادر التي استند إليها الإمام البيهقي في تأليف كتابه السنن الكبرى، حيث صنّف هذه الموارد إلى عدة أنواع، شملت كتب التفسير وعلوم القرآن، وكتب الحديث وعلومه، والفقه وأصوله، إضافة إلى كتب التواريخ والأنساب والمناقب، وكتب الجرح والتعديل، فضلًا عن كتب الرقاق واللغة. أظهر البحث تنوّعًا واسعًا في اطلاع البيهقي واعتماده على مصادر متعددة المذاهب والاتجاهات، مما يعكس عمق تكوينه العلمي وغزارة مادته الحديثية والفقهية. أما القسم الثاني، فقد خصّصه الباحث “نجم عبد الرحمن خلف” لدراسة نقدية منهجية لطريقة الإمام البيهقي في تصنيفه للسنن الكبرى، فحلل منهجه في ترتيب الأحاديث، وعنايته بالتخريج والتوثيق، وتعليقاته الحديثية والفقهية، ومدى التزامه بالصحة أو التساهل في بعض المواطن. كما تطرق إلى طريقة البيهقي في الاستنباط والترجيح، وموقفه من المذاهب الفقهية، خاصة اعتماده على الشافعي وأقواله. وقد انتهى الباحث إلى أن كتاب السنن الكبرى يمثل نموذجًا فريدًا في الجمع بين رواية الحديث والدراية الفقهية، مع الالتزام الصارم بالأصول العلمية، مما يجعل هذا الكتاب مصدرًا ثريًا للدراسات الحديثية والفقهية المقارنة.