يتناول هذا الكتاب بالنقد والتحليل مواقف المستشرقين من السنة النبوية والسيرة، ويكشف عن الخلفيات الفكرية والمنهجية التي أثّرت في دراساتهم، من حيث تأثرهم بالنظرة الاستعلائية الغربية، واعتمادهم على مصادر غير موثوقة أو مفاهيم مغلوطة عن النصوص الإسلامية. عرض “أكرم ضياء العمري” جذور الموقف الاستشراقي من الإسلام، وبيّن كيف أرجع بعض المستشرقين محاسن الشريعة إلى اليهودية والنصرانية، في محاولة لنزع الأصالة عن الرسالة المحمدية. كما ناقش نظرتهم إلى القصص الديني والترجمات، مظهرًا التحيز الفكري والعلمي الذي يعتري كتاباتهم. وفي محور السنة، خصص المؤلف فصولًا لعرض الشبهات التي أثارها المستشرقون حول الأحاديث النبوية، متتبعًا أبرز النماذج النقدية التي استندوا إليها، ومفندًا منهجهم في الحكم على المتون والإسناد. كما بيّن تعارض رؤاهم مع الحقائق الثابتة في علوم الحديث، ومع منهج المحدثين في النقد العلمي. يُعد الكتاب دراسة منهجية عميقة تكشف عن أبعاد الاستشراق في تعامله مع النصوص النبوية، وتقدم ردًا علميًّا رصينًا على أبرز طعونهم، مما يجعله مرجعًا مهمًا في باب الرد على شبهات المستشرقين وكشف أوجه الخلل في تصوراتهم.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: