خَطَّ الحافظ “عبد العظيم المنذري” هذا الكتاب جوابًا عن أسئلة وُجّهت إليه في مسائل الجرح والتعديل، وقد تناولها بعناية مفرطة، مقرّبًا مفاهيم النقد الحديثي بأسلوب واضح وحجج دقيقة. افتتح “المنذري” كتابه بعرض مراتب الجرح والتعديل كما ذكرها ابن أبي حاتم، مبينًا درجات التعديل ودرجات الجرح، ثم تناول دلالة العبارات النقدية المتداولة عند المحدثين، مثل قولهم “ثقة” و”ليس بشيء”، وناقش التفريق بين مصطلحي “الثقة” و”الحجة”، وكشف عن المقاصد الدقيقة لألفاظ النقاد، كالدارقطني وغيره. ثم خاض “المنذري” في جملة من المسائل الخلافية بين المحدثين، مثل قبول رواية المبتدع، واشتراط تفسير الجرح، وعدد الجارحين والمعدّلين، والاختلاف في الاحتجاج برواة مختلف فيهم كابن إسحاق، وشبابة، وشجاع بن الوليد. وأوضح أن هذه الخلافات ترجع لاجتهاد دقيق في حال الراوي وظروف روايته، واستعرض مذاهب النقاد للرجال، كاشفًا عن دقائق مناهجهم النقدية التي لا يدركها إلا المحققون. واختتم بنقلٍ عن الإمام أبي حاتم الرازي لتوضيح عبارته: “يكتب حديثه ولا يحتج به”، ثم أُتبع الكتاب ببحث مفيد بعنوان “أمراء المؤمنين في الحديث” جمع فيه عبد الفتاح أبو غدة أسماء من لُقّبوا بهذا اللقب الشريف مع تراجم موجزة لهم، فكان ختامًا نافعًا لذلك الكتاب المتين.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: