يُعدّ كتاب “المدخل إلى معرفة كتاب الإكليل” مقدّمة علمية وضعها الحاكم النيسابوري لبيان منهجه في تصنيف كتابه الجامع “الإكليل”، حيث مهّد فيه للقارئ طريق الإفادة من هذا التصنيف الكبير، موضحًا مقصوده من جمع الأحاديث، ومراعاة الأبواب الفقهية، والتمييز بين المتون الثابتة وغيرها. وقد حرص “الحاكم” في هذا المدخل على بيان الأصول التي اعتمدها في التصنيف، ومنها الاقتصار على ما صحّ من الأحاديث، والرجوع إلى الأئمة النقّاد في الترجيح، مع تقديم أحاديث الأحكام والفضائل والسنن على غيرها. كما أظهر “الحاكم” اهتمامه بالتحقيق العلمي عبر شرح طريقة ترتيبه للكتاب وفق طبقات الرواة، وربطه بين المسندات والمراسيل والعلل، مؤكدًا أن هذا العمل ليس مجرد جمع للأحاديث، بل هو مدخل لفهم السنّة من جهة الرواية والفقه معًا. وقد ضمّنه تنبيهات مهمة حول شروط الصحة، وطبيعة الرواية، وأثر الاختلاف بين النقلة، مما يجعل هذا الكتاب بمثابة شرح تأصيلي لما وراء مشروع “الإكليل” من منهج ومعرفة.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: