يُعدّ كتاب “فتح المغيث” شرحًا موسوعيًّا لألفية الإمام العراقي في مصطلح الحديث، قدّمه “شمس الدين السخاوي” بأسلوب يجمع بين التفصيل والتحقيق، فبسط فيه معاني الأبيات، واستعرض المذاهب العلمية في كل مسألة، مع تحرير محل الخلاف ونقل أقوال الأئمة النقاد. تناول الشرح أبوابًا دقيقة من علم الحديث، مثل أقسام الخبر، ومراتب الرواة، وطرق التحمل، والتدليس، والعلة، والشاذ، والمرسل، وغيرها من الأنواع التي تُبنى عليها الأحكام الحديثية وتُقوَّم بها الروايات. امتاز الشرح بكثرة النقول عن أئمة هذا الفن، مع بيان المناهج المختلفة في التطبيق، والتنبيه على الدقائق التي تخفى على غير المتبحر، كما أورد “السخاوي” أمثلة تطبيقية من كتب السنة توضح قواعد التصحيح والتضعيف والتخريج، مما يجعل هذا الكتاب مرجعًا معتمدًا في علم المصطلح.