يقدّم هذا الكتاب دراسة نقدية تحليلية لمفهوم “تصحيح الحديث” عند الإمام ابن الصلاح، مركزًا على أصوله المنهجية وآثاره التطبيقية في علم الحديث. يناقش “حمزة المليباري” الأسس النظرية التي بنى عليها ابن الصلاح رؤيته لمعيار الصحة، وعلاقته بجهود المحدثين السابقين، مثل الشافعي والبخاري وابن معين، مع إبراز مدى تأثره بالمذهبية الفقهية وبيئة التصنيف المتأخرة. وقد استعرض “المليباري” نصوص “مقدمة ابن الصلاح” بدقة، كاشفًا عن إشارات خفية تدل على تباين مفاهيم الصحة لدى المتأخرين عنها لدى المتقدمين. ويركّز الكتاب أيضًا على ما يراه المؤلف من تداخل بين النظرية والتطبيق في منهج ابن الصلاح، إذ يظهر أن قاعدة “ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله من غير شذوذ ولا علة” لم تُفهم في السياق الذي أُسست فيه عند الأوائل، بل تحوّلت إلى صيغة معيارية لاحقة غيّبت كثيرًا من الجوانب النقدية في التعامل مع الأحاديث. ومن خلال تحليل علمي دقيق، يدعو “المليباري” إلى مراجعة المفاهيم الراسخة حول التصحيح والتضعيف، وإعادة الاعتبار لمنهج المحدثين الأوائل القائم على الممارسة النقدية التفصيلية، لا التنميط الاصطلاحي المجرد.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: