يتناول هذا الكتاب بأسلوب موجز ومحرّر أصول علم الجرح والتعديل، مبرزًا أهم قواعده ومنطلقاته المعرفية ومناهجه التطبيقية، مع العناية بالجانب التأصيلي للمفاهيم وتفصيل ما يشتبه منها. ركّز “حاتم العوني” على بيان أهمية هذا العلم في حفظ السنة النبوية، موضحًا أن التثبّت في الأخبار لا يتم إلا من خلال معرفة أحوال الرواة، ومتى يُقبل نقلهم أو يُرد. كما أفرد مباحث مركّزة في تعريف الجرح والتعديل، ومراتبهما، وشروط قبولهما، والخلاف الواقع في الألفاظ ومدلولاتها، مؤسسًا بذلك لمعادلة نقدية تجمع بين العدل والإنصاف. اشتمل الكتاب على مناقشات عميقة لمواطن الإشكال في هذا العلم، مثل التعامل مع الجرح المفسّر والمبهم، والتعارض بين التعديل والجرح، وتفاوت المحدثين في توثيق الرواة، مع عرض نماذج تطبيقية توضح كيفية الموازنة بين الأقوال المتعارضة. وقد برز أسلوب المؤلف في الجمع بين التحقيق العلمي والدقة المنهجية، مما يجعل الكتاب مرجعًا مختصرًا ومتينًا لمن أراد الوقوف على أصول هذا الفن، وفهم ملامحه الكبرى بطريقة مركّزة بعيدة عن التطويل الممل أو الإيجاز المخل.