يتناول هذا الكتاب أثر محنة خلق القرآن التي تعرض لها الإمام أحمد بن حنبل في صياغة منهجه النقدي، مركّزًا على التحولات التي طرأت على مسلكه في قبول الرواية وردها بعد تلك المحنة العصيبة. افتتح “عبد الله بن فوزان بن صالح الفوزان” دراسته بعرض تأريخي مختصر لأحداث المحنة وملابساتها السياسية والعقدية، ثم استعرض أثرها في تشكيل منهج الإمام العلمي بشكل عام، قبل أن يتجه للتركيز على المنهج النقدي خصوصًا، موضحًا كيف أثرت تلك التجربة في زيادة حذر الإمام، وصرامته في التعامل مع الرواة والمحدثين، وحرصه على صدق النقل وسلامة العقيدة. كما اشتمل الكتاب على تتبع دقيق لأقوال الإمام أحمد وتعليقاته على عدد من الرواة الذين تورطوا في القول بخلق القرآن، سواء أجابوا تحت الإكراه أو توقفوا أو ثبتوا على الإنكار، مبينًا كيف أثّرت مواقفهم في عدالته لهم وتوثيقه إياهم. وقد قسّم المؤلف ذلك إلى قسمين: من امتحنوا ولم يجيبوا، ومن امتحنوا وأجابوا أو توقفوا، وذكر في كل قسم عددًا من الأعلام المشهورين، مع مناقشة تفصيلية لآثار مواقفهم في الحكم على حديثهم. يعد هذا العمل دراسة فريدة تربط بين السياق التاريخي العقدي والمنهج النقدي الحديثي للإمام أحمد، بأسلوب علمي وتحليلي دقيق.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: