يتناول هذا الكتاب علمًا خادمًا من علوم الحديث الشريف، وهو علم فهرسة الحديث، الذي يُعنى بترتيب الأحاديث وجمعها وفهرستها وفق معايير تسهل الوصول إليها من حيث الألفاظ أو الأطراف أو الموضوعات أو أوائل المتون. استعرض “يوسف عبد الرحمن المرعشلي” في بدايته نشأة هذا العلم وتطوره التاريخي منذ العصور الأولى، ثم توسع في بيان دوافع الحاجة إليه وارتباطه الوثيق بخدمة السنة وضبطها. وقد بيّن كيف شكّل هذا العلم حلقة وصل بين المحدثين من جهة، والباحثين والمحققين من جهة أخرى، حيث يساعدهم على سرعة الوصول إلى مواضع الأحاديث في المدونات الكبيرة، خاصة مع تكرر الألفاظ وتشابه المتون. ثم انتقل المؤلف إلى استعراض أشهر الكتب والمؤلفات التي دُوِّنَت في هذا المجال، مبينًا مناهجها في الفهرسة، وأهميتها، والفروق بينها من حيث الترتيب والتوثيق. كما نوّه إلى الأساليب التي اتبعها العلماء في بناء فهارسهم، سواء بالأطراف، أو الكلمات النادرة، أو الأحرف، أو الأسانيد، مع ذكر فوائد ومزايا كل طريقة. يظهر من خلال الكتاب أن هذا الفن بلغ منزلة عالية من الدقة والخدمة العلمية، وأنه أسهم في حفظ السنة وضبطها وخدمة النصوص الحديثية عبر العصور، مما يجعله ركيزة أساسية في أدوات طالب العلم والمحقق الحديثي.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: