يتناول هذا الكتاب سيرة الإمام الترمذي وحياته العلمية، ويُقدّم مدخلًا تعريفيًّا شاملًا إلى كتابه الجامع الذي يُعدّ أحد الكتب الستة المعتمدة في السنة النبوية. يبدأ “الطاهر الأزهر خذيري” بعرض موجز للسيرة الذاتية للإمام من حيث نسبه ومولده ونشأته، ثم يستعرض ملامح حياته العلمية، ورحلاته في طلب الحديث، وشيوخه الذين أخذ عنهم، وتلاميذه الذين نقلوا علمه، مع إبراز منزلته العلمية ومكانته بين المحدثين. ويُبرز المؤلف في هذا السياق دقة الترمذي في النقل، وحرصه على الجمع بين الرواية والدراية، ما جعل جامعه مصدرًا حديثيًا فقهيًا ذا طابع مميز. ثم ينتقل الكتاب إلى التعريف بكتاب “الجامع” نفسه، من حيث موضوعاته، وترتيبه، ومنهج الترمذي في التصنيف، مبينًا كيف جمع بين الرواية والفقه، والتعليل، وبيان درجات الأحاديث، وآراء العلماء، خاصةً من أهل الكوفة والبصرة والحجاز. يُظهر المؤلف أن الترمذي لم يقتصر على جمع الروايات، بل شرحها وأشار إلى ما يُعمل به منها وما يُترك، وعلّل ما فيه ضعف أو نكارة، مما يدل على عمق منهجيته ووعيه النقدي. يُعد هذا “المدخل” مرجعًا تعريفيًّا مهمًا لطالب علم الحديث لفهم شخصية الترمذي وكتابه الجامع، وموقعه بين كتب السنة، مع ملحق لمخطوطات نادرة من الجامع.