جاء هذا الكتاب في سياق فتوى وُجّهت إلى “أبو العلاء الهمذاني” حول مسائل الاعتقاد التي وقع فيها الاختلاف بين المسلمين، فاستعرض في جوابه أصول الاعتقاد على منهج السلف، مُبيّنًا خطورة الخلاف في أصول الدين، ومؤكدًا أن الاجتماع على الحق أولى من التشاحن على الظنون. وقد سرد “أبو العلاء” عقيدة مختصرة تضمنت إثبات الصفات الإلهية، والإيمان بالقدر، والقول في القرآن، والرد على أهل الأهواء. ركّز “الهمذاني” على ذم التفرق في الدين، مبينًا أن الخلاف في أصول العقائد مصدره الهوى والجدل بغير علم، وأن الواجب هو الاتباع لا الابتداع. وقد ربط بين فساد المعتقد وفساد العمل، مشددًا على أن الحق واحد لا يتعدد، وأن طاعة السلف في تقرير العقيدة سبيل النجاة. وختم جوابه بالحضّ على لزوم الجماعة والاعتصام بالكتاب والسنة، محذرًا من الفتن والآراء المحدثة.