يُعد كتاب “الحوادث والبدع” تأصيلًا لموقف أهل السنة والجماعة من البدع الحادثة في الدين، صنَّفه “أبو بكر الطرطوشي” للرد على ما أُحدث من أقوال وأفعال تخالف السنة، فابتدأ بتعريف البدعة وتقسيمها، ثم تتبع مظاهرها في العقائد والعبادات والعادات، مستندًا إلى الآثار والنصوص الشرعية وأقوال السلف. ركّز “الطرطوشي” على بيان أن كل محدثة في الدين بلا أصل تُعد ضلالة، واستعرض أمثلة للبدع المنتشرة في زمانه مثل الموالد والتبرك بالقبور، محذرًا من التساهل فيها، ومبيّنًا خطرها على العقيدة والسلوك. فجاء كتابه بمثابة مرجع سلفي يحذّر من الانحراف عن طريق السنة، ويؤصل لمعيار واضح في التفريق بين السنن والبدع.