مع كونه في الرد على الباطنية، إلا أن مؤلفه أبو حامد الغزالي له توجهات صوفية وفلسفية معروفة في بعض مؤلفاته الأخرى، لذا يُنصح بقراءة هذا الكتاب بتحقيق وبصيرة، والاقتصار فيه على ما وافق منهج السلف في الرد على الباطنية.
يهدف هذا الكتاب إلى كشف أصول مذهب الباطنية، وفضح ما فيه من تناقضات عقلية ومفارقات شرعية. ركز “أبو حامد الغزالي” على نقض أصولهم الكلية التي يبنون عليها تأويلاتهم الباطنية، لا على تتبع الجزئيات، مبيّنًا أن رأس مذهبهم هو نفي المعقول، وتعطيل ظواهر النصوص بحجة أن لها تأويلًا لا يعلمه إلا الإمام المعصوم. كشف الغزالي عن أن غرض القوم هو إسقاط الشرائع، وتعليق الحق على شخص لا يُعرف طريقه، مما يؤدي إلى نسف العقل والدين معًا. وبيّن أن تأويلاتهم لا تستند إلى برهان ولا قياس، وإنما إلى تحكّم وادعاء العصمة، فكان الكتاب ردًا علميًّا منهجيًا يسعى لهدم الأساس الفكري الذي تقوم عليه دعوى الباطنية، دون انشغال بالرد على الشبهات الجزئية.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: